لم يعد الاحتياطي الفيدرالي مركز الكون المالي، وارتفاع مؤشر S&P 500 بنسبة 13% من أدنى مستوياته في أبريل جعل الأسهم الأمريكية مرة أخرى باهظة الثمن. هذا يلخص رد فعل السوق على نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مايو. أبقى البنك المركزي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية دون تغيير عند 4.5%، وكانت تصريحات جيروم باول حول قوة الاقتصاد الأمريكي كافية لتغلب جشع المستثمرين على الخوف.

في السنوات السابقة، كان التدخل المباشر من الاحتياطي الفيدرالي - بما في ذلك توسيع الميزانية العمومية - هو الوحيد القادر على إخراج مؤشر S&P 500 من الوحل. هذه المرة، لا يرى البنك المركزي حاجة لإلقاء طوق نجاة لمؤشر الأسهم العريض. البيت الأبيض يقوم بعمل جيد في ذلك بنفسه. أصبحت تلميحات تخفيف التوترات التجارية سلاحًا أقوى في ترسانة الثيران من استعداد الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة.

ديناميكيات ميزانية الاحتياطي الفيدرالي ومؤشر سوق الأسهم العالمي

المحادثات التجارية المقبلة بين الولايات المتحدة والصين، وإعلان الرئيس دونالد ترامب عن صفقة كبيرة مع دولة جادة ومرموقة - يُفترض أنها المملكة المتحدة - والشائعات بأن الرئيس الجديد قد يرفع بعض القيود التي فرضها جو بايدن على تجارة رقائق الذكاء الاصطناعي كان لها تأثير أكبر بكثير على مؤشر S&P 500 من تعليقات باول حول قوة الاقتصاد الأمريكي.

كان من الممكن أن تخيف نية الاحتياطي الفيدرالي المعلنة في الحفاظ على معدل الأموال الفيدرالية عند 4.5% لفترة طويلة السوق. ولكن لماذا يجب على البنك المركزي خفض المعدلات قبل 9 يوليو، عندما تنتهي مهلة تأجيل التعريفات الجمركية التي أعلنها ترامب لمدة 90 يومًا؟ إنها حالة عدم اليقين في سياسة البيت الأبيض التي تكمن وراء موقف الاحتياطي الفيدرالي السلبي.

في الوقت نفسه، كلما ارتفعت الأسهم الأمريكية، كلما بدت أكثر تكلفة. الآن، تتجاوز تقييمات مؤشر S&P 500 بشكل كبير تلك الخاصة بنظرائه الأوروبيين، مما قد يؤدي إلى تدفقات رأس المال من العالم الجديد إلى القديم، مما يحد من أجنحة المؤشر العريض.

ديناميكيات نسب السعر إلى الأرباح عبر مؤشرات سوق الأسهم

ومع ذلك، تنصح Citigroup بشدة عملاءها بعدم التخلص من الأوراق المالية الصادرة في الولايات المتحدة - حتى لو تباطأ الاقتصاد وبدأت الشركات في تعديل توقعاتها للأرباح بسبب الحروب التجارية. مغادرة السوق الأمريكية ليست الخطوة الأفضل؛ بدلاً من ذلك، ينبغي على المستثمرين تنويع محافظهم الاستثمارية.

تعتقد JP Morgan أن مؤشر S&P 500 من المرجح أن يصل إلى 6000 أكثر من أن يشهد انخفاضًا كبيرًا من المستويات الحالية. من المتوقع أن يؤدي موسم الأرباح الأقوى من المتوقع، والتطورات التجارية الإيجابية، والمشاعر المتفائلة بين المستثمرين الأفراد إلى دفع المؤشر إلى مستويات أعلى. في رأيي، إذا لم يتأثر السوق بعدم اتخاذ الفيدرالي أي إجراء، فإن المفاجآت السارة من البيت الأبيض قد تدفعه إلى الارتفاع أكثر.

التوقعات الفنية

على الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500، فإن عدم قدرة الدببة على إبقاء الأسعار دون مستوى القيمة العادلة عند 5617 هو علامة على الضعف وسبب لاستئناف الشراء عند الاختراقات فوق مناطق المقاومة عند 5655 و5695.