لا يزال الذهب يخيب آمال المستثمرين والمتداولين ، لكن الأسبوع المنتهي يترك لنا الآمال في انتعاش سعر المعدن الثمين في النصف الثاني من عام 2021. وحتى الآن ، لا تزال علامات التعافي صغيرة جدًا وغير مهمة لرسم استنتاجات بعيدة المدي. ومع ذلك ، فإن الصبر ليس هو المستفيد ، لذلك سأفكر في الموقف في مجموعة من الآفاق طويلة الأجل وقصيرة المدى ، خاصة وأن نمو أسعار الذهب خلال الأيام العشرة الأولى من أبريل يوحي ببعض الآمال في أن الشريط الأسود للمعدن الثمين تركت وراءه.

كما تعلم ، يتأثر سعر الذهب بعدة عوامل طويلة المدى وقصيرة المدى. وتشمل هذه العوامل أسعار الفائدة وتكلفة الفرصة البديلة والطلب على أصول "إي تي إف" التي تستثمر في الذهب والطلب من صناعة المجوهرات وتوقعات التضخم والمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات آمنة في حالة حدوث تطورات غير مواتية.

لن أخوض في التفاصيل الآن حول تأثير عوائد السندات على سعر الذهب ، لكنني سأفكر في تأثير أسعار الأسهم على أسعار الذهب. حيث وأثناء نمو سوق الأوراق المالية ، غالبًا ما يفقد الذهب جاذبيته ، وهو ما يمكننا في الواقع أن نلاحظه في الأشهر الستة الماضية. ومن أكتوبر 2020 إلى أبريل 2021 ، أضاف مؤشر داو جونز الصناعي 22٪ إلى القيمة ، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 21٪ ، وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 24٪. وطوال هذا الوقت ، كان المستثمرون يبيعون الذهب ، والذي انخفض بنسبة 10٪. حيث كان المستثمرون نشيطين بشكل خاص في الانسحاب من الصناديق المتداولة في بورصة (إي تي إف) التي تستثمر في سبائك المعادن الثمينة ، فيما يسمى بـ "الذهب الورقي" (الشكل 1).

الشكل 1: استثمارات الصناديق المتداولة في البورصة وأسعار الذهب.

بالحديث عن تراجع الطلب على الذهب ، تجدر الإشارة إلى أن هذه الظاهرة غير موزعة بالتساوي في جميع الاستثمارات وفي جميع الدول. وعلى سبيل المثال ، في مارس 2021 ، زاد طلب مستثمري التجزئة في جميع أنحاء العالم على العملات الذهبية. وفقًا لصك الأمريكي ، بلغت مبيعات عملات اميركان إيجل في مارس 55،500 أوقية (1.7 طن ؛ 94 مليون دولار) ، وبلغ إجمالي المبيعات 401،500 أوقية (12.5 طن ؛ 720 مليون دولار). وكان هذا ثالث أقوى ربع في تاريخ مبيعات الذهب في صك العملة ، بعد 1999 فقط (694000 أوقية) و 1987 عندما بيع (420500 أوقية).

تم تقديم دليل إضافي على الاهتمام الكبير بالاستثمار في الذهب المادي من قبل بيرس مينت (أستراليا) ، والتي أبلغت عن مستويات أعلى بكثير من المشتريات من المشاركين الأفراد. حيث قفزت مبيعات فبراير من الذهب المسك بنسبة 441٪ عن العام السابق ، لتصل إلى رقم قياسي شهري قدره 124104 أوقية. وكانت هذه الزيادة نتيجة لارتفاع مستويات الطلب على التجزئة من المستهلكين الأمريكيين.

كان العامل الآخر في الانتعاش هو زيادة الطلب على الذهب من صناعة المجوهرات. وبعد الانهيار في عام 2020 ، بدأ الطلب على الذهب في الهند والصين في التعافي أيضًا. وبالتالي ، على الرغم من الانخفاض العام في الطلب على المنتجات الاستثمارية ، فقد أصبح من الواضح أن مستثمري التجزئة يفضلون حاليًا الذهب المادي.

كما أشرت أعلاه ، أدت قيمة الفرصة البديلة للأسهم التي تقدم عوائد أعلى إلى انخفاض اهتمام المستثمرين بالاستثمار في الذهب ، لكن البندول قد يتأرجح في الاتجاه الآخر. وعند الحديث عن أسعار الأسهم ، تجدر الإشارة إلى أن 90٪ من الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتم التسعير بها الآن فوق خط متوسط 20 أسبوعًا (نصف سنوي) ، و 95٪ من الأسعار أعلى من المتوسط المتحرك لفترة 50 أسبوعًا (سنويًا) ). ويشير هذا على الأقل إلى ارتفاع درجة حرارة سوق الأسهم الأمريكية واحتمال حدوث تصحيح في المستقبل. وبعبارة أخرى ، أصبح شراء سوق الأسهم الأمريكية الآن مكلفًا للغاية ، وعلى الرغم من أنه لا يزال من الممكن العثور على أصول ذات أسعار جذابة ، إلا أن هذه الأصول آخذة في التناقص ، كما أن إغراء جني الأرباح من المستثمرين آخذ في الازدياد.

تستمر أسعار الفائدة المرتفعة نسبيًا في التأثير على سعر الذهب ، ولكن لا يشك أحد في تصميم البنوك المركزية على إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة طويلة. وعلى الرغم من استمرار نمو العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات ، ومن المحتمل جدًا أن ينمو أكثر ، لا أتوقع زيادة في العائد فوق 2٪ سنويًا لبعض الأسباب ، بما في ذلك تلك المتعلقة بحجم ديون الحكومة الأمريكية (الشكل 2).

الشكل 2: عائدات السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات

لذلك ، عند تحليل العوامل المختلفة ، يمكن افتراض أن الضغط الناجم عن نمو أسعار الفائدة على وشك الانتهاء. وكما ترون من الرسم البياني ، كان هناك ذروة شراء كبيرة للغاية في أسعار الفائدة لعدة أسابيع حتى الآن - عندما صعدت مؤشرات القوة النسبية (5 و 20 أسبوعًا) كبيرة واستمرت في البقاء هناك ، وهو أمر محفوف بانخفاض لاحق في مستوى عوائد السندات.

من أجل الإنصاف ، تجدر الإشارة إلى أن المؤشرات يمكن أن تبقى في الذروة لبعض الوقت. ومع ذلك ، في اعتقادي ، الذي يستند إلى سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، فإن العائد على السندات لأجل 10 سنوات في العامين المقبلين سيظل بين قيم 1.0٪ -2.0٪ سنويًا. وفي الوقت نفسه ، سيستمر التضخم في جميع أنحاء العالم في اكتساب الزخم ، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى زيادة التركيز على الذهب كأصل دفاعي.

الشكل 3: سعر الذهب ، الإطار الزمني الأسبوعي

من وجهة نظر التحليل الفني ، فإن سعر الذهب في حالة تصحيح قصير المدى ، أقل من المتوسطات السنوية ، ولكن في اتجاه صعودي طويل الأجل. وفي الوقت نفسه ، فإن الصورة الحالية تذكرنا جدًا بما يسمى تأكيد الاختراق عند تشكيل نمط "القمة المزدوجة". حيث قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يكتسب الذهب حركة ذات مغزى في اتجاه أو آخر ، وأريد حقًا ألا يتحقق نمط "القمة المزدوجة" ، وأن الذهب ، بما يتوافق تمامًا مع نظرية الأنماط الفاشلة ، سيذهب لغزو قمم جديدة. وفي الأساس ، هناك كل الأسباب لذلك ، فقط أن وقتهم لم يحن بعد. وكن حذرًا واتبع قواعد إدارة الأموال.